لكل داء دواء، ولكن ماذا يحدث عندما نستعمل الدواء مع عدم وجود شكوى أو داء؟ للأسف العديد من الرجال يفهمون معنى المقويات الجنسية بشكل خاطئ، معتقدين أنها تنفع المريض والسليم، وأنها لن تضرهم، ولكن ما لا يعلموه أن باستخدامهم المقويات الجنسية فهم لا يجنون سوى الآثار الجانبية، وبذلك تكون بداية النهاية، فالمقويات الجنسية لا تزيد من القدرة الجنسية لدى السليم المعافى، ولا تحسن من أدائه، ولكن الوهم والجري وراء المقويات يعطي شعوراً نفسياً لدى الرجل بأنه أفضل حالاً عندما يتناولها على الرغم من عدم إصابته بضعف.
الدكتور عبدالكريم سليمان الرستم، أخصائي جراحة مسالك بولية، وعضو الكلية الملكية البريطانية للجراحين بإنجلترا، ودكتور بمستشفى "دلة"، عن هذا الأمر، حيث قال: "بداية أود أن أعرف الضعف الجنسي بشكل مبسط، فالعملية الجنسية بالنسبة للرجل من الناحية الفيزيولوجية هي وجود الصلابة الكافية في العضو الذكري ليتمكن من إقامة العلاقة الحميمية، مع المحافظة على هذه الصلابة لمدة كافية لإكمال العملية الجنسية لتحقيق رضا الطرفيين، وأي ضعف في الصلابة يمنع حدوث العلاقة يعني شكلاً من أشكال الضعف الجنسي عند الرجال، وفيزيولوجياً يحدث الانتصاب عند ارتخاء الألياف العضلية الملساء داخل العضو الذكري، مما يتيح المجال لامتلاء القضيب بالدم لدرجة حدوث الصلابة المطلوبة، هنا يأتي عمل المقويات الجنسية، والتي تعمل على إطالة زمن ارتخاء الألياف العضلية الملساء داخل العضو الذكري، مما يسمح باكتظاظ العضو بالدم، وبالتالي زيادة الصلابة لمدة كافية لإكمال العملية الجنسية".
وأضاف: "المقويات الجنسية الدوائية التي أحدثت ثورة في علاج الضعف الجنسي عند الرجال، والمتوفرة حالياً، والتي أثبتت علمياً فائدتها في زيادة صلابة العضو أو إطالة زمنه هي أربعة فقط، وتعمل بنفس الآلية تقريباً، وتتمثل في ما يلي:
• "سلدينافيل" ويسوق تحت اسم "فياغرا".
• "تادالافيا" ويسوق تحت اسم "سياليس" أو "سنافي".
• "فاردينافيل" ويتم تسويقه باسم "ليفترا".
• "افانافيل" ويباع تحت اسم "ستندرا".
ويمكن استخدام المقويات الجنسية عادة من قبل أي رجل يشكو مؤقتاً أو دائماً من ضعف الانتصاب أو استمراره، والمانع الوحيد المهم لاستخدامها هو تناول أدوية محددة تدعى "النترات" تؤخذ من قبل بعض مرضى القلب، حيث يؤدي تناولهما معاً إلى هبوط حاد في ضغط الدم، مما يعرض حياة المريض للخطر، بالإضافة إلى بعض الأدوية الأخرى، التي لها تأثير مخفض لضغط الدم، ما ينتج عنه تأثير تآزري، لذلك يستوجب دائماً استشارة الطبيب قبل تناولها".
وتابع: "يجب توضيح عدة حقائق مهمة عن عمل المقويات الجنسية للأشخاص الذين يستخدمونها على الرغم من أنهم لا يعانون من الضعف الجنسي، ورغم ذلك يستخدمونها اعتقاداً منهم بالتالي، وسأنفي اعتقاداتهم.
- المقويات الجنسية المذكورة ليس لها أي دور في رفع مستوى الرغبة الجنسية.
- المقويات الجنسية لا تعمل من دون المباشرة بمقدمات العلاقة الحميمة من مداعبة أو إثارة.
- المقويات الجنسية لا تزداد تأثيراتها الجانبية أكثر في حال تناولها ولم يليها عملية جنسية.
- المقويات الجنسية لا تحسن الأداء عند الأفراد الأصحاء الذين لا يشكون من ضعف جنسي، ولا ينصح باستخدامها من قبلهم؛ لأنها تعرضهم لآثارها الجانبية دون الاستفادة منها، وهنا "بداية النهاية"، وللأسف يعتقد بعض الرجال أنهم أدمنوا مثل هذه الأنواع من المقويات، وأنهم لا يستطيعون القيام بالعلاقة الحميمة من دونها، ولكن كل ذلك وهم؛ لأن المقويات ليس لها تأثير إدماني على الجسد، أما بالنسبة لخلطات العطارة والأعشاب التي يتم الإعلان عنها فلم تثبت فعاليتها حتى الآن بالنسبة لمريض الضعف الجنسي، لذلك أرجو من أي مريض يعاني من الضعف أن يذهب إلى طبيب مختص ليصف له الدواء المطابق لحالته، وأرجو أن لا يتناوله الأصحاء؛ لأنه لن يزيد من فترة علاقتهم الحميمة أو قدرتهم طالما هم أصحاء، وشعورهم بذلك لا يتعدى الوهم".
sayidaty.net