متى أتكلم مع ابني عن البلوغ؟

 

يعد رفض الكثير من الآباء للحديث مع أبنائهم على مرحلة البلوغ من الشكاوى المتكررة من الأمهات، فبعض الرجال في دولنا العربية يجدون أن التعرف على تغيرات هذه المرحلة لا يحتاج لأحاديث، وإنما سيتعرف إليه الأبناء بأنفسهم عند حدوثه. هذا الرأي لم يعد مرضيًا لكثيرٍ من الامهات اللاتي يرغبن في اتباع طرق التربية الحديثة التي تعتمد على المصارحة والمواجهة وفتح جبهات مختلفة للحوار مع الأبناء، خصوصًا في مرحلة المراهقة، وقد تكون آراؤهن مبنية على الصعوبات اللاتي واجهنها شخصيًا نتيجة لعدم تمتعهن بفرص مناسبة لمثل هذه الحوارات.

نتيجة لكل العوامل السابقة، أصبح الحديث عن البلوغ حتى مع الأولاد من الأبناء من مهام الأمهات، فمتى وكيف يمكن أن تبدأ الأم الحديث مع ولدها عن مرحلة البلوغ؟

متى يمكن للأم أن تتحدث مع ابنها عن مرحلة البلوغ؟

يفضل أن تبدأ الأم الحديث مع ابنها عن التغيرات الفسيولوجية المتوقعة الحدوث في فترة البلوغ قبل أن تبدأ هذه التغيرات في الحدوث بالفعل، لنقل حول سن التاسعة، حيث تعد هذه السن مثالية من حيث قدرة الطفل على استيعاب المعلومات من جهة، وعدم مروره بها دون علمه بحقيقتها من جهة أخرى.

كيف تبدأ الأم الحديث مع ابنها عن البلوغ؟

معظم المخاوف التي تراود الأم حول الحديث عن البلوغ مع أولادها تتمحور حول لفت نظرهم مبكرًا لما لا يجب أن يشغل تفكيرهم في مرحلة مبكرة من العمر، ابدئي الحديث عن التغيرات الفسيولوجية للبلوغ، مثل بداية نمو شعر العانة، ونمو العضو الذكري والخصيتين، وزيادة الطول والوزن، وزيادة التعرق واختلاف رائحة الجسم، وأخيرًا الأحاسيس والرغبات الجنسية والعاطفية.


اعلمي عزيزتي أن جلسة واحدة للحوار حول هذا الموضوع لا تفي بالغرض، والأفضل هو إفراد عدد من الجلسات والحوارات متعددة حول نفس الموضوع، فذلك يضمن أن يتمكن طفلك من استيعاب الموضوع وتثبيته في رأسه، ابدئي بالمعلومات الفسيولوجية الأساسية، ثم أضيفي معلومات جديدة في كل مرة تفتحين فيها الحوار مع ابنك، فهذا يضمن بقاءه مهتمًا بحديثكِ ترقبًا لكل جديد!

اعلمي أيضًا أننا نعيش الآن في مجتمعاتٍ مفتوحةٍ تمامًا، والمعلومات التي يحصل عليها الصغار لا تقتصر على الأصدقاء من نفس المرحلة العمرية، بل تتسع لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بالإضافة إلى المواقع المقروءة والفيديوهات، ولذلك فإن حصول طفلك على هذه المعلومات منكِ مباشرةً يضمن حصوله على معلومات صحيحة، وملائمة لعمره سواءً من ناحية المحتوى أو طريقة توصيل المعلومة.

ما الذي يحتاج الطفل لمعرفته عن مرحلة البلوغ؟

  • بالإضافة للمعلومات السابقة يحتاج الطفل إلى التعرف على طبيعة البلوغ من حيث انتصاب العضو الذكري وقدرته على القذف، وأيضًا حدوث الاحتلام في أثناء النوم، والأحلام بالعلاقات الجنسية، والإحساس بالشهوة عند مشاهدة مناظر مثيرة.
  • تدرجي مع طفلك في معرفة هذه المعلومات حسب ما ترينه من نضوجه الفكري والعقلي، وأيضًا اقترابه من سن البلوغ.
  • يحتاج طفلكِ أيضًا أن يتعرف إلى التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لجسم الفتيات عند البلوغ، ويحتاج أن يعرف أن العلاقات مع الجنس الآخر تضبطها قيم دينية وأخلاقية لا ينبغي تجاوزها تحت أي ظرف.
  • تحدثي إلى طفلك عن العادة السرية وأضرارها الآنية والمستقبلية، وعن تجنب تصديق كل ما يقال له بواسطة الأصدقاء الذين قد يميلون للمبالغة وأحيانًا الاختلاق.

عزيزتي الأم، تأكدي أنكِ تقومين بدورٍ كبيرٍ في حياة ابنك، وأن لكلمتكِ عنده مصداقية وثقة حتى لو أظهر لك خلاف ذلك، وانفتاحك في الحديث معه حول كل ما يهمه من شأنه أن يربط بينكما بأواصر الصداقة إضافةً إلى روابط الأمومة، وهي ميزة كبيرة يمكنكِ الاستفادة منها في تقويم تصرفاته من باب الصداقة وليس التوجيه والأمر.
supermama.me

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل