ابتكر طبيب أردني طريقة جديدة لعلاج خشونة المفاصل وبعض حالات الإصابات الرياضية تعتمد على حقن خلايا جذعية مأخوذة من نفس المريض، في مقاربة أكثر أمانا من العلاجات التقليدية الحالية.
ويقول مبتكر الطريقة العلاجية الجديدة اختصاصي جراحة العظام والمفاصل الدكتور نزار الصلاحات إنها تعتمد على فكرة إعادة ترميم الجسم لذاته، وذلك من خلال قدرة الخلايا الجذعية الذاتية على إعادة ترميم الأنسجة بشكل عام.
وهذه الطريقة تتكون من قسمين، الأول إجراء عملية تنظير المفصل بتقنية خاصة تهدف إلى الحفاظ على أكبر كم ممكن من النسيج الطبيعي داخل المفصل، أما الثاني فبحقن الخلايا الجذعية الذاتية المشتقة من النسيج الدهني، والمثبت علميا أنها تعمل على إعادة ترميم وبناء الجزء المتضرر من ذلك المفصل.
وأضاف الصلاحات - في مقابلة مع الجزيرة نت - أن طريقته الجديدة تعالج حالات خشونة المفاصل (الركبة، الحوض، الكتف والكاحل) من الدرجتين الخفيفة والمتوسطة، وكذلك بعض الحالات المتقدمة التي لا يوجد فيها غياب تام للسطح الغضروفي، وأيضا تعالج الإصابات الرياضية عند الشباب ومتوسطي العمر والتي قد تحدث نتيجة إصابة رياضية أو رضية لغير الرياضيين.
وبشأن ما إذا كانت هناك آثار جانبية لهذه التقنية أجاب الصلاحات بأنها تتميز بأنها الأكثر أمانا وسلامة من بين جميع تطبيقات الخلايا الجذعية، حيث إنها آمنة لعدم وجود متبرع، وبالتالي لا يوجد هنالك رفض مناعي للخلايا المحقونة، ولا توجد عدوى من شخص لآخر.
كما أنها آمنة أيضا لعدم وجود زراعة مخبرية، حيث إن الخلايا تحقن في نفس اليوم وخلال نفس الإجراء، وبالتالي لا يوجد احتمال حدوث تغيرات سرطانية للخلايا أو حدوث تجرثم خلال الزراعة، كما أنها آمنة لعدم حقنها جهازيا (لا عبر الوريد ولا عبر النخاع الشوكي)، حيث يتم الحقن موضعيا داخل محفظة المفصل.
ونبه اختصاصي جراحة العظام والمفاصل إلى أن عملية سحب الدهون من جدار البطن قد تؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث ازرقاق تحت الجلد ناتج عن نزف خفيف من الشعيرات الدموية خلال الإجراء، وهذا النزف يعتبر من الكدمات الجراحية الخفيفة، وهي غير مؤلمة وتزول بشكل تام من دون أي آثار جانبية خلال عدة أيام.
وقال الدكتور إن بحثه في هذه التقنية استمر ما يقارب خمس سنوات، وبدأ في أحد المستشفيات الدولية المعروفة في العاصمة الصينية بكين وأكمله من خلال متابعة المرضى في الأردن.
ويضيف الصلاحات أنه لحد الآن تم علاج قرابة مئتي حالة بالتقنية الجديدة شملت حالات مفاصل الركبة والورك والكاحل، وتنوعت ما بين خشونة المفصل وإصابات رياضية.
ويلفت الدكتور إلى أن فترة الاغتراب في الصين حملت صعوبات على الصعيد الشخصي تمثلت في العيش بمجتمع وبيئة بعيدين عن قيم وعادات مجتمعنا الإسلامي، مضيفا "كما أنني خلال فترة البحث والعمل في الصين كنت مقصرا في حقوق عائلتي، حيث استحوذت هذه الدراسة على معظم وقتي، إلا أنني لاقيت الدعم الكبير من قبل زوجتي وأبنائي الذين كان لهم دور كبير في نجاحي بهذه الدراسة".
أما على الصعيد العلمي، فإن فترة العمل في الصين كانت ممتازة، إذ قدمت للدكتور تسهيلات ودعم علمي كبير جدا من قبل إدارة المستشفى ومركز الأبحاث الذي كان يعمل فيه.
على الصعيد المقابل، فإن البعض يشكك في جدوى العلاج بالخلايا الجذعية، ويقول ان هناك مبالغة فيها. وبشأن هذا قال الصلاحات إن الكلمة الفيصل والمرجعية هي الأبحاث العلمية والدراسات المثبتة على مدى سلامة وفاعلية العلاج بالخلايا الجذعية.
وفيما يخص علاج المفاصل باستخدام الخلايا الجذعية الذاتية يؤكد أن هنالك "عددا كبيرا جدا من الدراسات أثبتت مدى سلامة وفاعلية هذه الخلايا في إعادة البناء والتجديد، حيث تم تقديم أربعين ألفا و426 بحثا علميا عن الخلايا الجذعية الوسيطة خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2016، في حين كانت عدد الدراسات خلال القرن العشرين بكامله عن هذا الموضوع تعادل 1073 دراسة فقط".
وأكد أنه لو أن علاج المفاصل باستخدام الخلايا الجذعية بهذه الخطورة لما تم تقديم هذا العدد الكبير من الدراسات خلال فترة قصيرة، مما يؤكد نجاحها وسلامتها وأنها سوف تكون بلا شك هي العلاج البديل في المستقبل القريب.
المصدر: الرأي